تسدل عليها فستانها...فيترامى ليصل الارض...ويبرق جانبا منه خاطف
قلبها معه...تنظر في المراة...تتحسس باناملها دبوس شعرها الفضي..
وتبتسم ابتسامة رقيقة...وبسعادة تعتصر قلبها تلتف حول قامتها
ممسكة بزجاجة العطر ليتطاير رذاذه حولها...يحملها الى روضة
احلامها...
وفي لحظة واحدة...
يدق قلبها دقة تهزها...لم تشعر بها طوال
حياتها...تقف مترنحة على ساقيها محاولة ان
تتماسك...لتتجه نحو سريرها لتستلقي عليه...وما
ان تضع بكفها على شرشفه الحريري...ليدق قلبها
دقة اخرى...تشعر بشيء ما يهزها بقوة...تتسال ما
الذي يحدث لي لعله مجرد تفكير اخذني
بداهية...تتجه نحو النافذة لتأخذ نفسا بصعوبة
بالغة...وتنظر للاعلى يسبح قلبها لربها راجية ان ما
حدث لها سوى كابوس...تتكىء على
الستائر...فيدق قلبها للثالثة...تشعر برجفة تزلزل
اعضائها...تبرق عينها بدمع خفي ليحد
من بصرها...تنظر للامام...تنتزع حذائها تسير
بخطوات متلعثمة صوب الباب...لتستجمع قواها
وتركض مسرعة وكأن شيئا يجذبها للامام...تدفع
الباب بكل قوة...تنزل على الدرجات بسرعة
قصوى...تسير نحو المجهول...لا تعرف الى اين
بالتحديد...تنظر حولها لتتحرك بشكل لا ارادي نحو
غرفة مغلقة بجانب مطبخ عريق...تقف
امامها تتنفس الصعداء...تدفع بيدها الباب...تسير
بخطوات متتابعة...لتترامى في حضنها...تحتويها
بقلبها...تعتصرها بيديها...تذرف دموعا
كالبحار...تجهش بكاء كالاطفال...لتذبل كوردة في
دفئها...وتهمس بصوت حزين : (...امي لا اريد
الذهاب للر ......)وقبل ان تكمل كلماتها.. ترفع الام
بوجه ابنتها للاعلى...تنظر اليها بنظرة لم تعرف
الابنة اكثر حنوا منها...وبسرعة تتجه الام نحو
خزانتها وتحضر صندوقا خشبي قد علاه
الغبار...فتفتحه وتخرج منه صورة قديمة لها في
الروضة قائلة : (اتصدقين عزيزتي...هذه اجمل
ذكريات حياتي....)
فابتسمت الصغيرة وقالت (حقا !!! حسنا... فمهما
بعدت عنك امي ...انت في قلبي دوما) وفجاة يطرق
الباب....
مرة ... اثننتان .... ثلاثة.... فيسمع خطوات تتراقص
بمرح باتجاه الباب لترفع رجليها وبصعوبة بالغة
تمسك بمقبض الباب لتفتحه...فيترائى امامها صورة
ابيها وقد وضع بيده على كتفها وهمس باذنها (أمي
في قلبك واين ابيك؟؟!!!) صمتت الصغيرة
برهة ثم قالت: (امممممم... ابي؟ ابي يقف على
الباب) فضحك الوالد بعمق...واضعا بيده على رأس
ابنته قائلا: (يالاشقاوة الاطفال ...هيا
[/size]