منتديات صدى عُمان
في التراث تتأصل المعرفة والثقافة 613623

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا

او التسجيل ان لم تكن ع
ضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنت
سنتشرف بتسجيلك
شكرا في التراث تتأصل المعرفة والثقافة 829894
ادارة المنتدي في التراث تتأصل المعرفة والثقافة 103798
منتديات صدى عُمان
في التراث تتأصل المعرفة والثقافة 613623

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا

او التسجيل ان لم تكن ع
ضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنت
سنتشرف بتسجيلك
شكرا في التراث تتأصل المعرفة والثقافة 829894
ادارة المنتدي في التراث تتأصل المعرفة والثقافة 103798
منتديات صدى عُمان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 في التراث تتأصل المعرفة والثقافة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سبلة عمان
عضوا ممتاز
عضوا ممتاز
سبلة عمان


عدد المساهمات : 242
تاريخ التسجيل : 21/05/2009
العمر : 33
المزاج مبسوط

في التراث تتأصل المعرفة والثقافة Empty
مُساهمةموضوع: في التراث تتأصل المعرفة والثقافة   في التراث تتأصل المعرفة والثقافة I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 08, 2009 2:19 pm

في التراث تتأصل المعرفة والثقافة


د. عبدالعلي الجسماني
حريٌّ بنا أن نتقرّى التراث كونه محركاً ديناميكياً من أجل اكتساب المعرفة، واجتناء الثقافة، واحتضان التطوير.
التراث العربي الإسلامي إنما شطأ من نور القرآن ومن منبت الإيمان.
القرآن الكريم من لدن خبير حكيم بارئ الكبير (يهدف إلى إرشاد البشر واتخاذ المعرفة منهجاً وعلمياً واقعياً بعيداً عن النظريات الجدلية والفروض الظنية التي تختلف فيها العقول وتتعارض فيها الأفهام).
المعرفية الظنية الآن لا مكان لها عند العلماء الذين أضحوا يتوجّهون بعلومهم إلى نبذ فكرة العشوائية Randomness؛ وبدأوا يتّجهون إلى التأكيد على حقيقة أن كل شيء محكوم في هذا الوجود بنظام ونواميس كونية مسيرة بإرادة خالق واحد، ومعظم هذه النواميس لم تكتشف بعد.
(إن المعرفة وظيفتها تنظيم السلوك وأن الفكرة أداة العمل) على حدّ تعبير جون ديوي.
وبارغماتية جون ديوي، توصف، كما هو معروف، بأنها (وظيفية) أو أدائية. ففي ضوء ذلك، وفي ضوء منسوق المعرف الحديثة لم يعد العلماء الآن ينظرون إلى الإنسان أنه مجرد كيان جيني. بل هو أجلّ من أن يكون مجرّد (شفرة جينية)؛ وإن كانت الجينات قبل الآن سراً بالكامل وكانت فيما مضى تعدّ من مغاليق العلم وأنها كانت عصية على المعرفة.
البشر يعيشون اليوم أعظم لحظاتهم الثقافية من جهة المعرفة والاكتشافات العلمية. لقد عرف الإنسان في الوقت الحاضر أنه يحتمل أن يكون هناك ما بين (60-80) ألف من الجينات في الجينوم الواحد من الجينومات البشرية. وإن لم يُعثر لحد الآن على أقل من (Cool آلاف منها، وإن كان العدد يتزايد باستطراد.
إنّ تفاصيل جسم الإنسان ودقائقه ما برحت في معظمها محيّرة تشريحياً وفسلجياً، إذا علمنا أن هذا الجسم يحوي ما يقرب من (100) مائة تريليون (مليون مليون) من الخلايا معظمها يقلّ عرضه عن عُشرٍ من الملليمتر!
فأين نقف نحن اليوم مما بلغته الاكتشافات والاختراعات الحديثة المتداركة بشكل مذهل؟
إن الذين أبدعت عقولهم ذلك التراث الذي أضاء للإنسانية في الماضي طريقها وبدّد حوالك ظلماتها لحريٌّ بأبنائهم اليوم أن يجمعوا بين مجد تراثهم الخالد وأن يجدوا بعزم في الإسهام في ابتكارات هذا العلم الجديد الخالد. فيمكنهم بذلك جمع المجد من طرفيه: استلهام روائع التراث، واستقبال بدائع مبتكرات العلم الحديث.
إن الأخذ بطريف التراث يجعل الأذهان تنقدح بوهج العطاء، فيدرك عندئذٍ الأبناء أن الفكر العربي الإسلامي، وقد برز إلى الوجود، لم يتوقف:
(عن التجدد والحركة طوال عصوره الذهبية، فنما وتشعب وتطاول، وتعدّدت فيه المدارس، والمذاهب والأنظار، وبلغ التنوع فيه أقصاه، وكان ذلك نتيجة حتمية للانفجار السيكوسوسيوديناميكي الذي انطلق في القرن السابع للميلاد، فحشد الطاقات وجنّد الإمكانيات وعبّأ النفوس للحدث العظيم. وهذا ما يفسّر لنا ظهور ذلك العدد الهائل من القادة والرادة والعلماء والأدباء والفلاسفة والمفكرين والشعراء في عصور متقاربة. وعندما استنفدت هذه التعبئة جميع إمكانياتها وجف النسغ، نضبت العقول، وجمدت الأذهان، وتوقفت القوى المبدعة الخلاقة، واهتزت أركان الدولة من أوسطها إلى أقصاها ومادت الأرض من تحت أقدامها. لقد ضعفت الهمم عن الدراسات القوية، فأنقفل باب الاجتهاد، وغلبت الرواية على الدراية، وكثر الحشو والتقليد والتحاور في الألفاظ والتقارع في أذناب المعاني، واشتدّ التمسك بالرسوم والطقوس وظواهر النصوص، وشاع التزمت والتعصب ودب الفساد في كل شيء، في الفكر والأخلاق، في القول والعمل، في العقل والقلب، في الفرد والدولة وأسلوب الحكم، لقد تبدّلت الحياة غير الحياة والقوم غير القوم. بالتعبئة السيكوسوسيوديناميكية غلبوا وسادوا، وبتوقفها غُبوا وسُوّد عليهم. فالتوتر السيكوسوسيوديناميكي هو في آن واحد نشاط عقلي، وامتداد سياسي، وتوسع عسكري، وتقدم اقتصادي، وفتح علمي، وإشعاع حضاري. فالسيكوسوسيوديناميكيا هي الفكر، وبالفكر إنما تحيا الشعوب. فإن خبا الفكر ذهبت المنعة، وضعفت الشوكة، وزال البأس، واختلت المدارك، وضعفت الأركان، وانهارت القيم، وانحطت الغايات، وكثر الفقر والجوع والمرض، وأقبلت الدولة على الهرم. لقد غُلبت البلاد على أمرها فصارت في ملك غيرها. لقد قُضي الأمر. جفّت الأقلام وطُويت الصحف. فإذا رأيت ثم رأيت يوماً ناعقاً، وخراباً بلقعاً، وغُثاء تافهاً، وتسلمَداً راغياً! إنها عصور الانحطاط، وما أدراك ما عصور الانحطاط!
كل ذلك ينفي عن العرب ما يراد إلصاقه بهم من جمود وتخلف فطريين. فقد قامت في الإسلام حركات عظيمة مستمرة وتغيرات متصلة لم تتوقف إلا في عصور الانحطاط والتخلف، أي عندما تراخى التوتر السيكوسوسيوديناميكي وانطفأت جذوته. أما قبلئذ فكان الأمر غير ذلك. فجمود الحياة الفكرية عند العرب والمسلمين في تلك العصور والذي لا يزال سوسه ينخر في أصلاب كثير من الأقطار العربية والإسلامية، ليس مردّه إلى الإسلام وإلى طبيعة المسلمين كما يتقوّل المتقولون، بل إلى مجموعة من العوامل والظروف التي يتلاحق بعضها في إثر بعض ويأخذ بعضها بأعناق بعض، فإذا اختلّ أحدها تبعه الآخر في سلسلة مترابطة من الهزّات والانهيارات قد يمكن استدراكها والسيطرة عليها قبل أن يستفحل الداء ويتفاقم المرض. لكن ذلك غير ممكن يتآكل الجسم وتتساقط الأضلاع.
والدليل على أن الإسلام لا شأن في كل هذا إن المجد العقلي والسياسي والحضاري الذي تحقق للعرب في عصور الازدهار العظيم إنما يدينون به للإسلام وقيمه ومثله. فالإسلام هو الذي قذف بهم في الآفاق وكان فرصتهم الذهبية لصنع المعجزات وبلوغ أقصى الغايات. كما أن الجمود ليس من طبيعتهم بل هو شيء طارئ عليهم، وإلا لما استطاع الإسلام أن يفجر طاقاتهم الكامنة ويكشف ما يزخرون به من مواهب وقدرات حتى دخلوا التاريخ من أوسع أبوابه وأسلس لهم قياد العالم بسرعة مذهلة. فالإسلام لا يحيي الموتى ولا يخرج من في القبور، إنما هو كشاف للمواهب في وقت كانت فيه مكبوتة ممنوعة من الظهور تحجبها عوامل متعددة. فكشف النقاب عنها وأطلقتها من عقالها، وأوحى إليها أن هُبِّي من رقادك واستيقظي من سباتك. أنت سر الوجود ومناط كل موجود. حيَّ على الصلاح، حيَّ على الفلاح، حيَّ على البحث والنظر، حيَّ على خير العمل! لا خلاص لك إلا بالفكر والتفكير، ولا نجاة لك إلا بالعلم والتعليم. تفكّري في خلق السماوات والأرض، واسلكي سبل العلم ذُلَلاً، ولا تخشَي فيه لومة لائم، فإنما يخشى الله من عباده العلماء... فانتهضت هذه المواهب جميعاً من مكامنها، واستفاقت من غفوتها. لقد سمعت النداء فأطاعت، واستجابت للدعوة بالتلبية والتهليل والتكبير. تلك هي انتفاضة حضارة "اقرأ" في بطن مكة، التي تردّدت أصداؤها في كل مكان وجلجلت في كل أفق، وفتحت للعرب فتحاً مبيناً...
بهذه الروح ساد القوم، وبهذه الروح انطلقت مواهبهم وانكشفت قدراتهم، وبرزت إلى السطح مجموعة من الصفات والخلال والمزايا كادت حياة القاع ستقضي عليها. لقد هبَّت من مهاجعها لتحتل القمة وتطل على السفوح والشطآن. ولكن القمم ليست بالمقام الدائم. فما وصل إلى القمة أحد إلا آذن بالانحدار. فما بَعد، القمة مطمع، ثم تأتي رحلة العودة والرجوع القهقرى. فإذا كان السَلِف قد ارتفعوا بالعلم والفكر، فقد خَلَفَ من بعدهم خَلْف أضاعوا العلم والفكر واتبعوا الشهوات وما زالوا يلقون غيّاً. فالجمود إذن مردّه إلى عوامل اجتماعية واقتصادية وسياسية خارجية... صرف لا شأن للإسلام بها ولا دخل لطبيعة العرب والمسلمين في أمرها. فالجمود إنما هو صفة لهذا الطور من الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية... وليس أبداً صفة خاصة وحدهم دون سائر العالمين. هذا هو حكم الشعوب – جميع الشعوب – في عصور الانحطاط والاضمحلال.
فليس هناك إذن حكم نطلقه على العرب والمسلمين في جميع عصورهم المختلفة. وإذا كان لنا أن نقارنهم بغيرهم من الشعوب فلا تستقيم المقارنة إلا بين أمم في طور واحد من النمو أو في مرحلتين متقاربتين من الحضارة. إنها لا تصح أبداً بين أمة متبدية وأخرى متحضّرة. بين شعب متخلف وآخر متقدم، بل إنها إنما تصح – وتصح فقط – بين أمتين متقدمتين أو شعبين متخلفين. هكذا تكون الموازين وهكذا تستقيم المعايير. وهناك أمثلة كثيرة على أمم مختلفة تقلّبت في أطوار متعددة من الغنى والفقر، والعلم والجهل، والإزدهار والأفول، والحضارة والبداوة.. فالإنكليز اليوم ليسوا هم إنكليز القرون الأولى أو القرون الوسطى. وعرب ما قبل الإسلام ليسوا هم أنفسهم عرب صدر الإسلام أو عرب هذه الأيام. فلكل أمة أجل، ولكل أجل كتاب، وكل كتاب فيه سجل طويل بالدروس والعِبَر. والويل ثم الويل لمن لم يعتبر!
فإذا لم يكن للعرب علم وفلسفة... قبل الإسلام، فلا يستتبع ذلك أبداً ألا يكون لهم حظ منهما بعد الإسلام، وإذا كانوا قمة في العلم والفكر والرأي في عصور الازدهار، فلا يستتبع ذلك أبداً أنهم لن يهبطوا إلى السفح في عصور الانحطاط. فالقمة ليست مقاماً أبداً لأحد، إنما هي دُولة بين القادرين عليها.
إن العلوم والفنون والآداب... وليدة مراحل اجتماعية وظروف تاريخية وأوضاع اقتصادية وحضارية معينة، إنها لا ترجع أبداً إلى أصل الفطرة وتفاوت الأجناس البشرية. لقد كان للعرب علم وفن وفلسفة وقانون ومناهج و... حقبة طويلة من الزمن كانوا فيها منائر العالم ومراكز الإشعاع فيه. ولم يحدث ذلك في لحظة أو مضة، بل لقد تدرج ببطء، ونما كما تنمو الشجرة الباسقة العميقة الجذور، واستوفى الزمن اللازم لنموه، كما استوفى الجهد الموصول المطرد الضروري لهذا النمو، واحتاج إلى العناية الساهرة والصبر الطويل، والدأب المتواصل، ومعاناة التجارب المريرة والخبرات الشاقة المضنية.
المصدر: كتاب القرآن وعلوم الإنسان.. مناهج وآفاق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alsda-oman.yoo7.com
 
في التراث تتأصل المعرفة والثقافة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» التراث والثقافة" تعلن تفاصيل مهرجان المسرح العماني الثالث

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات صدى عُمان :: بيت الأداب :: بيت الفن والثقافة-
انتقل الى: