سلطنة عمان - نقل من جريده الوطن عُمان - 26 اكتوبر الجاري) والمؤجل منذ إقامة دورته الثانية في عام 2006 م عام مسقط العاصمة الثقافية، يتزايد تذمّر الفرق المسرحية المشاركة من عدم وضوح آليات تنفيذ المهرجان ماليا وفنيا، وتتركز أغلب نقاط هذا التذمر على "الدعم المادي"، وعدم تأكيد "حشبة مسرح" ملائمة تقام عليها العروض..
ففي ظل انتهاء عصر "مسرح الشباب"، وارتباط بعض مسارح الكليات بأعمال الصيانة، ظل الخيار متاحا لمسرح المدينة المكشوف (غير الصالح لعروض مسرحية)، ومسرح مدرسة مسقط الدولية الذي يتسع لحضور 300 شخص!..
وفي ضوء ما يحدث أصدرت الفرق المسرحية الثماني المشاركة أمس بيانا صحفيا تحدث فيه الفنان محمد بن هلال السيابي رئيس فرقة مسقط الحر بالنيابة عن كل الفرق بتفويض رسمي من قبل رؤساء الفرق وممثليهم "على حد قوله" وهم عماد الشنفري رئيس "فرقة ظفار المسرحية"، ومحمد المهندس رئيس "فرقة صلالة المسرحية"، وسيف المعولي مخرج مسرحية "فرقة مجان"، ومحمد النبهاني رئيس "فرقة الدن للثقافة والفن"، وفيصل النهاري رئيس "فرقة أوبار"، وبدر الحمداني رئيس فرقة "فكر وفن"، ويوسف البلوشي رئيس "فرقة مزون"..
خطأ مطبعي
وذكر "محمد السيابي" أن الدعم المؤمل أن تقدمه وزارة التراث والثقافة للفرق المسرحية المشاركة هو 3 آلاف وخمسمائة ريال، تم تقليصه إلى 3000 ريال، وأشار إلى أن مصدرا من الوزارة أكد على أن ما تم طباعته في الأوراق الرسمية من مبلغ كان خطأ مطبعيا!، وتساءل "السيابي" كيف لجهة رسمية أن تعتمد أوراقا رسمية تتحدث عن أرقام مالية بخطأ مر عليه الكثير من المعنيين ؟!وأضاف أن الفرق المسرحية بمحافظة ظفار هي أكثر المتضررين من تقليص الدعم حيث تتحمل الوزارة 15 تذكرة سفر، بينما تتحمل الفرقة باقي التكاليف ومنها السكن والإعاشة وغيرها من التزامات بمبلغ "3000 ريال".
أين خطة التطوير؟
وأكد رئيس فرقة مسقط الحر على أنه حتى اللحظة لا يوجد تأكيد رسمي على مكان إقامة العرض، وبالتالي لا تستطيع الفرق أقلمة نفسها بحسب الوضع المتاح ومنه خشبة المسرح التي لا بد ان يُعرف مكانها ووضعها كي تستطيع تحديد امورها الفنية على الأقل ومنها قياس المسرح بحيث يتم تهيئة الديكور على أساسه، لذا فإن العمل الجاري ماضٍ وسط ظروف غامضة جدا، وبمحاذاة الإشاعات التي تحبط معنويات الممثلين!!
وتساءل "محمد السيابي" نيابة عن الفرق المسرحية الأهلية المشاركة هل من المجدِ أن تعرض الفرق المسرحية عروضها ضمن خطط تطوير المسرح بما هو متاح من الإمكانيات الهزيلة؟ ومنها المسرح، والإمكانيات المادية، والإضاءة التي أوكلت لشركة متخصصة لم تعط المبلغ المأمول لتقديم هكذا عروض، وبالتالي فإن عمل الإضاءة سيتم حسب الإمكانيات المتاحة التي لا تخدم العرض المسرحي.
ما يحز في النفس
وعبرت الفرق الأهلية المسرحية عن استيائها حول عدم الشفافية حيث أشار "السيابي" إلى ان المهرجان بعد تأجيله عاما كلاما، كان حريا من الجهة المنظمة أن تقدم خطوات وإجراءات واضحة تستطيع فيه الفرق الأهلية أن تتهيأ لتقديم عروض بشكل لائق اما الضيوف من خارج السلطنة، ويفترض ان يعأخبارك التطور الذي تشهده النهضة المسرحية في السلطنة.
إن ما يحز في النفس كثيرا هو مخافة اللوم من قبل كل المهتمين بالشأن المسرحي سواء المسؤولين او الجمهور أن يعتقد بأن العروض وسط هذه الظروف إذا ما تحاملنا على انفسنا لترقيع الإشكاليات بأن تظهر بشكل هزيل من المؤكد انه سيكون ناتج عن انعكاس هذه الظروف، في المقابل ان الكل يسمع بالدعم الرسمي، ولكن لا يعلم الجميع آلية هذا الدعم وكيفيته بحيث يتم مقارنته بالنتاج، لذا نؤكد للجميع بأن كل ما سيتم مشاهدته بحسب الظروف المهيأة أي كان مستواه لا يعأخبارك الحركة المسرحية في السلطنة.
اعتذار
وطالبت الفرق المسرحية الأهلية في بيانها بلملمة الامور والسعي نحو وضوح الخطوات، وتحديد خشبة المسرح التي ستقام عليها العروض، وإعادة النظر في الدعم وتقديمه بوقت كاف تستطيع فيه الفرق الأهلية مضاعفة جهودها لتوفير ما ينتجه عن نقص، ولوضع آليات العمل بناء على الدعم، لتقديم عروض تشرف سمعة المسرح العماني. وفي الختام أكد "السيابي" (في حال عدم تحسن الظروف) اعتذار الفرق الأهلية عن المشاركة في المهرجان!.
المهرجان
تجدر الإشارة إلى أن الفرق التي ستشارك في المهرجان وعددها ثماني فرق من أصل 13 فرقة مشاركة هي فرقة مسقط الحر وفرقة أوبار وفرقة مزون وفرقة صلالة وفرقة فكر وفن وفرقة فناني مجان وفرقة ظفار وفرقة مسرح الدن، حيث من المؤمل أن يقام المهرجان خلال الفترة من 17ـ26 أكتوبر الجاري في مسرح غير معلوم رسميا، وكان قد أشار "هلال العامري" مدير عام الآداب والفنون في وقت سابق خلال المؤتمر الذي اعلن عن الفرق المشاركة وموعد المهرجان بإمكانية إقامة العروض على "مسرح المدينة" أو "مدرسة مسقط الدولية".
وسوف يحكّم مسابقة المهرجان من السلطنة خميس بن محمد البلوشي، وعضوية كل من الفنان العراقي سامي عبدالحميد والفنانة الكويتية أسمهان توفيق، ووليد إخلاصي من سوريا، وعبدالله بن صالح الفارسي من السلطنة، ومن المؤمل تكريم الفنان صالح شويرد والفنانة شمعة محمد، والفنان محمد نور البلوشي، والفنانة حنان العجمي، والفنان الراحل عادل عبدالرب اليافعي، ويستضيف المهرجان ايضا الفنان السوري دريد لحام، والفنان المصري أشرف زكي، والفنانة الكويتية حياة الفهد، والدكتور موسى جعفر.
كتب ـ فيصل بن سعيد العلوي